الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا عبد الله بن الرومي ، ثنا النضر بن محمد ، ثنا عكرمة بن عمار ، ثنا أبو زميل ، عن مالك بن مرثد ، عن أبيه ، عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه ، قال : كنت رابع الإسلام ، أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، ثنا محمد بن عائذ ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا أبو طرفة عباد بن الريان اللخمي ، قال : سمعت عروة بن رويم يقول : حدثني عامر بن لدين قال : سمعت أبا ليلى الأشعري يقول : حدثني أبو ذر ، قال : إن أول ما دعاني إلى الإسلام ، أنا أصابتنا السنة ، فحملت أمي أخي أنيسا إلى أصهار لنا بأعلى نجد ، فلما حللنا بهم أكرمونا ، فمشى رجل من الحي إلى خالي فقال : إن أنيسا يخالفك إلى أهلك ، فحز في قلبه ، فانصرفت من رعية إبلي فوجدته كئيبا يبكي ، فقلت : ما بكاؤك يا خال ؟ فأعلمني الخبر ، فقلت : حجز الله من ذلك ، إنا نعاف الفاحشة ، وإن كان الزمان قد أخل بنا ، فاحتملت بأخي وأمي حتى نزلنا بحضرة مكة ، فأتيت مكة وقد بلغني أن بها صابئا - أو مجنونا أو ساحرا - فقلت : أين هذا الذي تزعمونه ؟ قالوا : ها هو ذاك حيث [ ص: 158 ] ترى فانقلبت إليه ، فوالله ما جزت عنهم قيد حجر ، حتى أكبوا علي بكل عظم وحجر ومدر فضرجوني بدمي ، فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصومت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب إلا من ماء زمزم ، قال : فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال : يا أبا ذر ، فقلت : لبيك يا أبا بكر ، فقال : هل كنت تأله في جاهليتك ؟ قال : قلت : نعم ، لقد رأيتني أقوم عند الشمس فلا أزال مصليا حتى يؤذيني حرها ، فأخر كأني خفاء ، فقال لي : فأين كنت توجه ؟ فقلت : لا أدري إلا حيث يوجهني الله عز وجل ، حتى أدخل الله علي الإسلام .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية