الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر بن مالك [ ص: 281 ] ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا همام ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : انطلقت إلى الجمعة مع أبي بالمدائن وبيننا وبينها فرسخ وحذيفة بن اليمان على المدائن ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : اقتربت الساعة وانشق القمر ، ألا وإن القمر قد انشق ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ، فقلت لأبي : ما يعني بالسباق ، فقال : من سبق إلى الجنة .

              رواه جماعة عن عطاء مثله .

              حدثنا أبو عمر بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن قدامة ، قالا : ثنا النضر بن شميل ، ثنا محمد بن ثوار ، حدثني كردوس قال : خطب حذيفة بالمدائن فقال : أيها الناس تعاهدوا ضرائب غلمانكم فإن كانت من حلال فكلوها ، وإن كانت من غير ذلك فارفضوها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنه ليس لحم ينبت من سحت فيدخل الجنة " .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن سليم العامري ، قال : سمعت حذيفة يقول : بحسب المرء من العلم أن يخشى الله عز وجل ، وبحسبه من الكذب أن يقول : أستغفر الله ، ثم يعود .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، ثنا فضيل بن غزوان ، عن أبي الفرات ، عن مالك الأحمري ، عن حذيفة سمعه منه ، قال : إن بائع الخمر كشاربها ، ألا إن مقتني الخنازير كآكلها ، تعاهدوا أرقاءكم فانظروا من أين يجيئون بضرائبهم ، فإنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن أبي سهل ، ثنا عبد الله بن محمد العبسي ، ثنا وكيع ، عن عكرمة بن عمار ، عن أبي عبد الله الفلسطيني ، عن عبد العزيز ابن أخ لحذيفة ، قال : سمعته من حذيفة منذ خمس وأربعين سنة ، قال : قال حذيفة : أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن شيرويه ، ثنا إسحاق بن راهويه ، أخبرنا وكيع ، ثنا الأعمش ، وسفيان ، عن ثابت بن هرمز أبي المقدام ، عن [ ص: 282 ] أبي يحيى ، قال : قيل لحذيفة : من المنافق ؟ قال : الذي يصف الإسلام ولا يعمل به .

              حدثنا عبد الرحمن بن العباس ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثنا محمد بن يزيد الآدمي ، ثنا يحيى بن سليم بن إسماعيل بن كثير ، عن زياد مولى ابن عباس ، قال : حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه ، فقال : لولا أني أرى أن هذا اليوم آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة لم أتكلم به ، اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى ، وأحب الذلة على العز ، وأحب الموت على الحياة ، حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، ثم مات رضي الله عنه .

              حدثنا عبد الرحمن بن العباس ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا السري بن يحيى ، عن الحسن ، قال : لما حضر حذيفة الموت قال : حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، أحمد الله الذي سبق بي الفتنة قادتها وعلوجها .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية