الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا حماد بن خالد ، ثنا الزبير بن عبد الله ، عن جدة له يقال لها زهيمة قالت : كان عثمان يصوم الدهر ، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا أبو علقمة الفروي - عبد الله بن محمد - عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي قال : قال أبي : لأغلبن الليلة على المقام ، قال : فلما صليت العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه . قال : فبينا [ ص: 57 ] أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كتفي ، فإذا هو عثمان بن عفان ، قال : فبدأ بأم القرآن فقرأ حتى ختم القرآن ، فركع وسجد ، ثم أخذ نعليه فلا أدري أصلى قبل ذلك شيئا أم لا .

              رواه يزيد بن هارون ، عن محمد بن عمرو ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن عوف نحوه .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو يزيد القراطيسي ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا سلام بن مسكين ، عن محمد بن سيرين ، قال : قالت امرأة عثمان بن عفان حين أطافوا به يريدون قتله : إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن .

              حدثنا أبو أحمد الغطريفي وسليمان بن أحمد قالا : ثنا أبو خليفة ، ثنا حفص بن عمر الحوضي ، ثنا الحسن بن أبي جعفر ، ثنا مجالد ، عن الشعبي ، قال : لقي مسروق الأشتر ، فقال مسروق للأشتر : قتلتم عثمان ؟ قال : نعم قال : أما والله لقد قتلتموه صواما قواما .

              حدثنا الحسن بن علي ، ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا محمود بن خداش ، ثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أنس بن مالك ، قال : قالت امرأة عثمان بن عفان حين قتلوه : لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليلة بالقرآن في ركعة . كذا قال أنس بن مالك ، ورواه الناس فقالوا : أنس بن سيرين .

              قال الشيخ رحمه الله : كان - رضي الله تعالى عنه - مبشرا بالمحن والبلوى ، ومحفوظا فيها من الجزع والشكوى ، يتحرز من الجزع بالصبر ، ويتبرر في المحن بالشكر .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية