الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة السابعة : في لفظ الصورة ، وفيه أخبار :

                                                                                                                                                                                                                                            الخبر الأول : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إن الله خلق آدم على صورته " وعن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا تقبحوا الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن " قال إسحاق بن راهويه : صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله خلق آدم على صورة الرحمن " .

                                                                                                                                                                                                                                            الخبر الثاني : عن معاذ بن جبل قال : صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غدوة فقال له قائل : ما رأيتك أسفر وجهك مثل الغداة ، قال : " وما أبالي ، وقد بدا لي ربي في أحسن صورة فقال : فيم يختصم [ ص: 108 ] الملأ الأعلى يا محمد ؟ قلت : أنت أعلم أي ربي ، فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها فعلمت ما في السماوات والأرض " .

                                                                                                                                                                                                                                            واعلم أن العلماء ذكروا في تأويل هذه الأخبار وجوها :

                                                                                                                                                                                                                                            ( الأول ) أن قوله " إن الله خلق آدم على صورته " الضمير عائد إلى المضروب يعني أن الله تعالى خلق آدم على صورة المضروب فوجب الاحتراز عن تقبيح وجه ذلك المضروب .

                                                                                                                                                                                                                                            ( الثاني ) أن المراد أن الله خلق آدم على صورته التي كان في آخر أمره ، يعني أنه ما تولد عن نطفة ودم وما كان جنينا ورضيعا ، بل خلقه الله رجلا كاملا دفعة واحدة .

                                                                                                                                                                                                                                            ( الثالث ) أن المراد من الصورة الصفة يقال صورة هذا الأمر كذا أي : صفته ، فقوله " خلق الله آدم على صورة الرحمن " أي : خلقه على صفته في كونه خليفة له في أرضه متصرفا في جميع الأجسام الأرضية ، كما أنه تعالى نافذ القدرة في جميع العالم .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية