الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال تعالى : ( واسألوا الله من فضله ) وفيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : قرأ ابن كثير والكسائي : " وسلوا الله من فضله " بغير همز ، بشرط أن يكون أمرا من السؤال ، وبشرط أن يكون قبله واو أو فاء ، والباقون بالهمز في كل القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                            أما الأول : فنقل حركة الهمزة إلى السين ، واستغنى عن ألف الوصل فحذفها .

                                                                                                                                                                                                                                            وأما الثاني : فعلى الأصل . واتفقوا في قوله : ( وليسألوا ) [ الممتحنة : 10 ] أنه بالهمزة ؛ لأنه أمر لغائب .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : قال أبو علي الفارسي : قوله : ( من فضله ) في موضع المفعول الثاني في قول أبي [ ص: 68 ] الحسن ، ويكون المفعول الثاني محذوفا في قياس قول سيبويه ، والصفة قائمة مقامه ، كأنه قيل : واسألوا الله نعمته من فضله .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : قوله : ( واسألوا الله من فضله ) تنبيه على أن الإنسان لا يجوز له أن يعين شيئا في الطلب والدعاء ، ولكن يطلب من فضل الله ما يكون سببا لصلاحه في دينه ودنياه على سبيل الإطلاق .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال : ( إن الله كان بكل شيء عليما ) والمعنى أنه تعالى هو العالم بما يكون صالحا للسائلين ، فليقتصر السائل على المجمل ، وليحترز في دعائه عن التعيين ، فربما كان ذلك محض المفسدة والضرر ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية