الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال : ( بما استحفظوا من كتاب الله ) وفيه مسألتان :

                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 5 ] المسألة الأولى : حفظ كتاب الله على وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أن يحفظ فلا ينسى .

                                                                                                                                                                                                                                            الثاني : أن يحفظ فلا يضيع ، وقد أخذ الله على العلماء حفظ كتابه من هذين الوجهين :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : أن يحفظوه في صدورهم ويدرسوه بألسنتهم .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : أن لا يضيعوا أحكامه ولا يهملوا شرائعه .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : الباء في قوله ( بما استحفظوا من كتاب الله ) فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أن يكون صلة الأحبار على معنى : العلماء بما استحفظوا .

                                                                                                                                                                                                                                            الثاني : أن يكون المعنى يحكمون بما استحفظوا ، وهو قول الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال تعالى : ( وكانوا عليه شهداء ) أي هؤلاء النبيون والربانيون والأحبار كانوا شهداء على أن كل ما في التوراة حق وصدق ومن عند الله ، فلا جرم كانوا يمضون أحكام التوراة ويحفظونها عن التحريف والتغيير .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية