الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : " كتب " فيه وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : أن " كتب " في هذا الموضوع بمعنى جعل ، كقوله : ( كتب في قلوبهم الإيمان ) [ المجادلة : 22] أي جعل ، وقوله : ( فاكتبنا مع الشاهدين ) [ آل عمران : 53] ، ( فسأكتبها للذين يتقون ) [ الأعراف : 156] أي : أجعلها .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : معناه قضى الله لكم ، كقوله : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) [ التوبة : 51] أي قضاه ، وقوله : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) [ المجادلة : 21 ] ، وقوله : ( لبرز الذين كتب عليهم القتل ) [ آل عمران : 154 ] أي قضى .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أصله هو ما كتب الله في اللوح المحفوظ مما هو كائن ، وكل حكم حكم به على عباده فقد أثبته في اللوح المحفوظ .

                                                                                                                                                                                                                                            ورابعها : هو ما كتب الله في القرآن من إباحة هذه الأفعال .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : قرأ ابن عباس " وابتغوا " وقرأ الأعمش " وابغوا " .

                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله : ( وكلوا واشربوا ) ، فالفائدة في ذكرهما أن تحريمهما وتحريم الجماع بالليل بعد النوم ، لما تقدم احتيج في إباحة كل واحد منها إلى دليل خاص يزول به التحريم ، فلو اقتصر تعالى على قوله : ( فالآن باشروهن ) لم يعلم بذلك زوال تحريم الأكل والشرب ، فقرن إلى ذلك قوله : ( وكلوا واشربوا ) لتتم الدلالة على الإباحة .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية