الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                      صفحة جزء
                                      قال المصنف رحمه الله تعالى ( وإن كان في الصحراء أبعد لما روى المغيرة رضي الله عنه { : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب إلى الغائط أبعد } " ويستتر عن العيون بشيء لما روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { من أتى الغائط فليستتر ، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليستتر به } " )

                                      التالي السابق


                                      ( الشرح ) حديث المغيرة صحيح رواه أحمد بن حنبل والدارمي في مسنديهما ، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم بأسانيد [ ص: 92 ] صحيحة . قال الترمذي : هو حديث حسن صحيح . وعن المغيرة أيضا قال : { كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال : يا مغيرة خذ الإداوة ، فأخذتها ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توارى عني فقضى حاجته } " رواه البخاري ومسلم . وعن جابر { : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد } " رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد فيه ضعف يسير وسكت عليه أبو داود ، فهو حسن عنده ، وأما حديث أبي هريرة فحسن ، رواه أحمد والدارمي وأبو داود وابن ماجه بأسانيد حسنة . وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال : " { كان أحب ما استتر به النبي صلى الله عليه وسلم هدف أو حائش نخل } " رواه مسلم ، والحائش بالحاء المهملة والشين المعجمة ، وهو الحائط ، والكثيب بالثاء المثلثة قطعة من الرمل مستطيلة محدوبة تشبه الربوة ، وهذان الأدبان متفق على استحبابهما ، وجاء فيهما أحاديث كثيرة جمعتها في جامع السنة ; قال الرافعي وغيره : ويحصل هذا التستر بأن يكون في بناء مسقف أو محوط يمكن سقفه ، أو يجلس قريبا من جدار وشبهه ، وليكن الساتر قريبا من آخرة الرحل ، وليكن بينه وبينه ثلاث أذرع فأقل ، ولو أناخ راحلته وتستر بها ، أو جلس في وهدة أو نهر أو أرخى ذيله حصل هذا الغرض والله أعلم .




                                      الخدمات العلمية