الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1428 ) فصل : إذا لم يعلم بيوم العيد إلا بعد زوال الشمس ، خرج من الغد ، فصلى بهم العيد . وهذا قول الأوزاعي ، والثوري ، وإسحاق ، وابن المنذر . وصوبه الخطابي . وحكي عن أبي حنيفة أنها لا تقضى . وقال الشافعي : إن علم بعد غروب الشمس كقولنا ، وإن علم بعد الزوال لم يصل ، لأنها صلاة شرع لها الاجتماع والخطبة ، فلا تقضى بعد فوات وقتها ، كصلاة الجمعة .

                                                                                                                                            وإنما يصليها إذا علم بعد غروب الشمس ; لأن العيد هو الغد ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { فطركم يوم تفطرون ، وأضحاكم يوم تضحون ، وعرفتكم يوم تعرفون } . ولنا ، ما روى أبو عمير بن أنس ، عن عمومة له من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم { أن ركبا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أنهم رأوا الهلال بالأمس ، فأمرهم أن يفطروا . فإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاهم } . رواه أبو داود .

                                                                                                                                            قال الخطابي : سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى ، وحديث أبي عمير صحيح ، فالمصير إليه واجب . ولأنها صلاة مؤقتة ، فلا تسقط بفوات الوقت ، كسائر الفرائض ، وقياسهم على الجمعة لا يصح ; لأنها معدول بها عن الظهر بشرائط منها الوقت ، فإذا فات واحد منها رجع إلى الأصل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية