الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1576 ) فصل : قال أحمد - رحمه الله - : يعمق القبر إلى الصدر ، الرجل والمرأة في ذلك سواء . كان الحسن ، وابن سيرين يستحبان أن يعمق القبر إلى الصدر . وقال سعيد حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر ، أن عمر بن عبد العزيز لما مات ابنه ، أمرهم أن يحفروا قبره إلى السرة ولا يعمقوا ، فإن ما على ظهر الأرض أفضل مما سفل منها . وذكر أبو الخطاب أنه يستحب أن يعمق قدر قامة وبسطة .

                                                                                                                                            وهو قول الشافعي ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { احفروا ، وأوسعوا ، وأعمقوا } رواه أبو داود ، ولأن ابن عمر أوصى بذلك في قبره ، ولأنه أحرى أن لا تناله السباع ، وأبعد على من ينبشه . والمنصوص عن أحمد أن المستحب تعميقه إلى الصدر ، لأن التعميق قدر قامة وبسطة يشق ، ويخرج عن العادة .

                                                                                                                                            وقول النبي : صلى الله عليه وسلم ( أعمقوا ) ليس فيه بيان لقدر التعميق ، ولم يصح عن ابن عمر أنه أوصى بذلك في قبره ، ولو صح عند أبي عبد الله لم يعده إلى غيره . إذا ثبت هذا ، فإنه يستحب تحسينه وتعميقه وتوسيعه ; للخبر . وقد روى زيد بن أسلم ، قال : وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر ، فقال : ( اصنعوا كذا ، اصنعوا كذا ) ، ثم قال : { ما بي أن يكون يغني عنه شيئا ، ولكن الله يحب إذا عمل العمل أن يحكم } قال معمر وبلغني أنه قال : " ولكنه أطيب لأنفس أهله " رواه عبد الرزاق في كتاب الجنائز .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية