الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1706 ) فصل : قال الأثرم : قلت لأبي عبد الله رحمه الله : تفسير الأوقاص . قال : الأوقاص ما بين الفريضتين . قلت له : كأنه ما بين الثلاثين إلى الأربعين في البقر وما أشبه هذا ؟ قال : نعم ، والسبق ما دون الفريضة . قلت له : كأنه ما دون الثلاثين من البقر ، وما دون الفريضة ؟ فقال : نعم . وقال الشعبي : السبق ما بين الفريضتين أيضا .

                                                                                                                                            قال أصحابنا : الزكاة تتعلق بالنصاب دون الوقص . ومعناه : أنه إذا كان عنده أكثر من الفريضة ، مثل أن يكون عنده ثلاثون من الإبل ، فالزكاة تتعلق بخمسة وعشرين ، دون الخمسة الزائدة عليها . فعلى هذا لو وجبت الزكاة فيها ، وتلفت الخمس الزائدة قبل التمكن من أدائها ، وقلنا : إن تلف النصاب قبل التمكن يسقط الزكاة ، لم يسقط هاهنا منها شيء ; لأن التالف لم تتعلق الزكاة به ، وإن تلف منها عشر سقط من الزكاة خمسها ; لأن الاعتبار بتلف جزء من النصاب ، وإنما تلف منها من النصاب خمسة .

                                                                                                                                            وأما من قال : لا تأثير لتلف النصاب في إسقاط الزكاة فلا فائدة في الخلاف عنده في هذه المسألة فيما أعلم . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية