الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2079 ) مسألة : قال : ( وكذلك المرأة إذا انقطع حيضها من الليل ، فهي صائمة إذا نوت الصوم قبل طلوع الفجر ، وتغتسل إذا أصبحت ) وجملة ذلك أن الحكم في المرأة إذا انقطع حيضها من الليل ، كالحكم في الجنب سواء ، ويشترط أن ينقطع حيضها قبل طلوع الفجر ; لأنه إن وجد جزء منه في النهار أفسد الصوم ، ويشترط أن تنوي الصوم أيضا من الليل بعد انقطاعه ; لأنه لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل . قال الأوزاعي ، والحسن بن حي ، وعبد الملك بن الماجشون ، والعنبري : تقضي ، فرطت في الاغتسال أو لم تفرط ; لأن حدث الحيض يمنع الصوم ، بخلاف الجنابة .

                                                                                                                                            ولنا أنه حدث يوجب الغسل ، فتأخير الغسل منه إلى أن يصبح لا يمنع صحة الصوم ، كالجنابة ، وما ذكروه لا يصح ، فإن من طهرت من الحيض ليست حائضا ، وإنما عليها حدث موجب للغسل ، فهي كالجنب ، فإن الجماع الموجب للغسل لو وجد في الصوم أفسده ، كالحيض ، وبقاء وجوب الغسل منه كبقاء وجوب الغسل من [ ص: 37 ] الحيض . وقد استدل بعض أهل العلم بقول الله تعالى : { فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } . فلما أباح المباشرة إلى تبين الفجر ، علم أن الغسل إنما يكون بعده .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية