الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 266 ) فصل : وفي شرب لبن الإبل روايتان : إحداهما ينقض الوضوء ; لما روى أسيد بن حضير ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { توضئوا من لحوم الإبل وألبانها } رواه الإمام أحمد في المسند وفي لفظ : أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ألبان الإبل ، فقال : توضئوا من ألبانها " وسئل عن ألبان الغنم ، فقال : " لا تتوضئوا من ألبانها " . رواه ابن ماجه ، [ ص: 123 ] وروي نحوه عن عبد الله بن عمرو . والثانية ، لا وضوء فيه ; لأن الحديث الصحيح إنما ورد في اللحم .

                                                                                                                                            وقولهم : فيه حديثان صحيحان . يدل على أنه لا صحيح فيه سواهما ، والحكم هاهنا غير معقول ، فيجب الاقتصار على مورد النص فيه . وفيما سوى اللحم من أجزاء البعير ، من كبده ، وطحاله وسنامه ، ودهنه ، ومرقه ، وكرشه ، ومصرانه ، وجهان : أحدهما ، لا ينقض ; لأن النص لم يتناوله ، والثاني ينقض ; لأنه من جملة الجزور . وإطلاق اللحم في الحيوان يراد به جملته ; لأنه أكثر ما فيه ، ولذلك لما حرم الله تعالى لحم الخنزير ، كان تحريما لجملته ، كذا هاهنا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية