الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2482 ) فصل : والسعي تبع للطواف ، لا يصح إلا أن يتقدمه طواف ، فإن سعى قبله ، لم يصح . وبذلك قال مالك ، والشافعي ، وأصحاب الرأي .

                                                                                                                                            وقال عطاء : يجزئه . وعن أحمد : يجزئه إن كان ناسيا ، وإن كان عمدا لم يجزئه سعيه ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن التقديم والتأخير في حال الجهل والنسيان ، قال : ( لا حرج ) . ووجه الأول { أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سعى بعد طوافه ، وقد قال : لتأخذوا عني مناسككم } . فعلى هذا إن سعى بعد طوافه ، ثم علم أنه طاف بغير طهارة لم يعتد بسعيه ذلك . ومتى سعى المفرد والقارن بعد طواف القدوم ، لم يلزمهما بعد ذلك سعي ، وإن لم يسعيا معه ، سعيا مع طواف الزيارة .

                                                                                                                                            ولا تجب الموالاة بين الطواف والسعي . قال أحمد : لا بأس أن يؤخر السعي حتى يستريح أو إلى العشي . وكان عطاء ، والحسن لا يريان بأسا لمن طاف بالبيت أول النهار ، أن [ ص: 195 ] يؤخر الصفا والمروة إلى العشي . وفعله القاسم ، وسعيد بن جبير ; لأن الموالاة إذا لم تجب في نفس السعي ، ففيما بينه وبين الطواف أولى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية