الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2555 ) فصل : ولهذا الطواف وقتان ، وقت فضيلة ، ووقت إجزاء ; فأما وقت الفضيلة فيوم النحر بعد الرمي والنحر والحلق ; لقول جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر : فأفاض إلى البيت ، فصلى بمكة الظهر . وفي حديث عائشة ، الذي ذكرت فيه حيض صفية ، قالت : فأفضنا يوم النحر . وقال ابن عمر : أفاض النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ، ثم رجع ، فصلى الظهر . متفق عليهما . فإن أخره إلى الليل ، فلا بأس ، فإن ابن عباس ، وعائشة ، رويا : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر طواف الزيارة إلى الليل . رواهما أبو داود ، والترمذي . وقال في كل واحد منهما : حديث [ ص: 227 ] حسن .

                                                                                                                                            وأما وقت الجواز ، فأوله من نصف الليل من ليلة النحر . وبهذا قال الشافعي . وقال أبو حنيفة : أوله طلوع الفجر من يوم النحر ، وآخره آخر أيام النحر . وهذا مبني على أول وقت الرمي ; وقد مضى الكلام فيه . وأما آخر وقته فاحتج بأنه نسك يفعل في الحج ، فكان آخره محدودا ، كالوقوف والرمي . والصحيح أن آخر وقته غير محدود ; فإنه متى أتى به صح بغير خلاف ، وإنما الخلاف في وجوب الدم ، فيقول : إنه طاف فيما بعد أيام النحر طوافا صحيحا ، فلم يلزمه دم ، كما لو طاف أيام النحر ، فأما الوقوف والرمي ، فإنهما لما كانا موقتين ، كان لهما وقت يفوتان بفواته ، وليس كذلك الطواف ، فإنه متى أتى به صح .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية