الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2649 ) فصل : وإن حلق محرم رأس محرم بإذنه ، فالفدية على من حلق رأسه . وكذلك إن حلقه حلال بإذنه ; لأن الله تعالى قال : { ولا تحلقوا رءوسكم } . وقد علم أن غيره هو الذي يحلقه ، فأضاف الفعل إليه ، وجعل الفدية عليه .

                                                                                                                                            وإن حلقه مكرها أو نائما ، فلا فدية على المحلوق رأسه . وبهذا قال إسحاق ، وأبو ثور ، وابن القاسم [ ص: 261 ] صاحب مالك ، وابن المنذر .

                                                                                                                                            وقال أبو حنيفة : على المحلوق رأسه الفدية . وعن الشافعي كالمذهبين . ولنا ، أنه يحلق رأسه ولم يحلق بإذنه ، فأشبه ما لو انقطع الشعر بنفسه . إذا ثبت هذا فإن الفدية على الحالق ، حراما كان أو حلالا .

                                                                                                                                            وقال أصحاب الرأي : على الحلال صدقة . وقال عطاء : عليهما الفدية . ولنا ، أنه أزال ما منع من إزالته لأجل الإحرام ، فكانت عليه فديته ، كالمحرم يحلق رأس نفسه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية