الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4198 ) فصل : وإن استأجره ليبيع له ثيابا بعينها ، صح . وبه قال الشافعي . وقال أبو حنيفة : لا يصح ; لأن ذلك يتعذر عليه ، فأشبه ضراب الفحل ، وحمل الحجر الكبير . ولنا أنه عمل مباح ، تجوز النيابة فيه ، وهو معلوم ، فجاز الاستئجار عليه كشراء الثياب ، ولأنه يجوز عقد الإجارة عليه مقدرا بزمن ، فجاز مقدرا بعمل ، كالخياطة

                                                                                                                                            وقولهم : إنه غير ممكن . لا يصح ; فإن الثياب لا تنفك عن راغب فيها ، ولذلك صحت المضاربة ، ولا تكون إلا بالبيع والشراء ، بخلاف ما قاسوا عليه ، فإنه متعذر . وإن استأجره على شراء ثياب معينة ، احتمل أن لا يصح ; لأن ذلك لا يكون إلا من واحد ، وقد لا يبيع ، فيتعذر تحصيل العمل بحكم الظاهر ، بخلاف البيع . وإن استأجره في البيع لرجل بعينه ، فهو كما لو استأجره لشراء ثياب بعينها . ويحتمل أن يصح ; لأنه ممكن في الجملة

                                                                                                                                            فإن حصل من ذلك شيء استحق الأجر ، وإلا بطلت الإجارة ، كما لو لم يعين البائع ولا المشتري .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية