الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4390 ) فصل : ومن وقف على أولاده أو أولاد غيره ، وفيهم حمل ، لم يستحق شيئا قبل انفصاله ; لأنه لم تثبت له أحكام الدنيا قبل انفصاله . قال أحمد ، في رواية جعفر بن محمد ، في من وقف نخلا على قوم ، وما توالدوا ، ثم ولد مولود : فإن كانت النخل قد أبرت ، فليس له فيه شيء ، وهو للأول ، وإن لم تكن قد أبرت ، فهو معهم . وإنما قال ذلك لأنها قبل التأبير تتبع الأصل في البيع ، وهذا المولود يستحق نصيبه من الأصل فيتبعه حصته من الثمرة ، كما لو اشترى ذلك النصيب من الأصل .

                                                                                                                                            وبعد التأبير لا تتبع الأصل ، ويستحقها من كان له الأصل ، فكانت للأول ; لأن الأصل كان كله له ، فاستحق ثمرته ، كما لو باع هذا النصيب منها ، ولم يستحق المولود منها شيئا كالمشتري . وهكذا الحكم في سائر ثمر الشجر الظاهر ، فإن المولود لا يستحق منه شيئا ، ويستحق مما ظهر بعد ولادته . وإن كان الوقف أرضا فيها زرع يستحقه البائع ، فهو للأول

                                                                                                                                            وإن كان مما يستحقه المشتري ، فللمولود حصته منه ، لأن المولود يتجدد استحقاقه للأصل ، كتجدد ملك المشتري فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية