الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4957 ) فصل : فإذا لحق المرتد بدار الحرب ، وقف ماله فإن أسلم دفع إليه ، وإن مات صار فيئا . وبهذا قال مالك ، والشافعي رضي الله عنهما . وجعل أهل العراق لحاقه بدار الحرب كموته ، في زوال ملكه ، وصرف ماله إلى من يصرف إليه إذا مات ، فإن عاد إلى الإسلام ، فله ما وجد من ماله ، ولا يرجع على ورثته بشيء مما أتلفوه ، إلا أن يكونوا اقتسموه بغير حكم حاكم .

                                                                                                                                            ولم يختلفوا فيما اكتسبه في دار الحرب أو أخرجه من ماله إلى دار الحرب ، أنه فيء . وقال أبو بكر عبد العزيز : إذا ارتد المسلم ، زال ملكه عن ماله ، ولم يصح تصرفه فيه بشيء من التصرفات ، فإن أسلم رد إليه تمليكا مستأنفا . وقال أبو يوسف : إنما أحكم بموته يوم يختصمون في ماله ، لا يوم لحاقه بدار الحرب [ ص: 252 ]

                                                                                                                                            ولنا ، أنه حر من أهل التصرف ، ويبقى ملكه بعد إسلامه ، فلم يحكم بزوال ملكه ، كما لو لم يرتد ، ويجب رد ما أخذ من ماله ، أو أتلف عليه ، كغيره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية