الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5050 ) فصل : وإن أودعه وديعة ، ولم يعين له موضع إحرازها ، فإن المودع يحفظها في حرز مثلها أي موضع شاء . فإن وضعها في حرز ، ثم نقلها عنه إلى حرز مثلها ، لم يضمنها ، سواء نقلها إلى مثل الأول أو دونه ; لأن ربها رد حفظها إلى رأيه واجتهاده ، وأذن له في إحرازها بما شاء من إحراز مثلها ، ولهذا لو تركها في هذا الثاني أولا لم يضمنها ، فكذلك إذا نقلها إليه . ولو كانت العين في بيت صاحبها فقال لرجل : احفظها في موضعها . فنقلها عنه من غير خوف ، ضمنها ; لأنه ليس بمودع ، إنما هو وكيل في حفظها ، وليس له إخراجها من ملك صاحبها ، ولا من موضع استأجره لها ، إلا أن يخاف عليها .

                                                                                                                                            فعليه إخراجها ، لأنه مأمور بحفظها ، وقد تعين حفظها في إخراجها ، ويعلم أن صاحبها لو حضر في هذه الأحوال لأخرجها ، ولأنه مأمور بحفظها على صفة ، فإذا تعذرت الصفة ، لزمه حفظها بدونها ، كالمستودع إذا خاف عليها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية