الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5319 ) فصل : من شرط صحة النكاح تعيين الزوجين ; لأن كل عاقد ومعقود عليه يجب تعيينهما ، كالمشتري والمبيع ، ثم ينظر ، فإن كانت المرأة حاضرة ، فقال : زوجتك هذه صح ، فإن الإشارة تكفي في التعيين ، فإن زاد على ذلك ، فقال : بنتي هذه ، أو هذه فلانة كان تأكيدا ، وإن كانت غائبة فقال : زوجتك بنتي وليس له سواها جاز . فإن سماها باسمها مع ذلك ، كان تأكيدا . فإن كان له ابنتان أو أكثر ، فقال : زوجتك ابنتي لم يصح حتى يضم إلى ذلك ما تتميز به ، من اسم أو صفة ، فيقول : زوجتك ابنتي الكبرى أو الوسطى أو الصغرى فإن سماها مع [ ص: 70 ] ذلك كان تأكيدا

                                                                                                                                            وإن قال : زوجتك ابنتي عائشة أو فاطمة صح ، وإن كانت له ابنة واحدة اسمها فاطمة ، فقال : زوجتك فاطمة لم يصح ; لأن هذا الاسم مشترك بينها وبين سائر الفواطم ، حتى يقول مع ذلك : ابنتي .

                                                                                                                                            وقال بعض الشافعية : يصح إذا نوياها جميعا . وليس بصحيح ; لأن النكاح تعتبر فيه الشهادة على وجه يمكن أداؤها إذا ثبت به العقد ، وهذا متعذر في النية ، ولذلك لو قال : زوجتك ابنتي وله بنات لم يصح حتى يميزها بلفظه وإن قال : زوجتك فاطمة ابنة فلان احتاج أن يرفع في نسبها حتى يبلغ ما تتميز به عن النساء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية