الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5379 ) فصل : : وإن وطئ أمته ، ثم أراد نكاح أختها ، فقد سئل أحمد عن هذا ، فقال : لا يجمع بين الأختين الأمتين . فيحتمل أنه أراد أن النكاح لا يصح . وهي إحدى الروايات عن مالك . قال القاضي : هو ظاهر كلام أحمد ; لأن النكاح تصير به المرأة فراشا ، فلم يجز أن ترد على فراش الأخت ، كالوطء ، ولأنه فعل في الأخت ما ينافي إباحة أختها المفترشة ، فلم يجز ، كالوطء . ويحتمل أن يصح النكاح ، ولا تباح المنكوحة حتى تحرم أختها . وهو مذهب أبي حنيفة .

                                                                                                                                            قال أبو الخطاب : وهو ظاهر كلام أحمد ; لأنه سبب يستباح به الوطء ، فجاز أن يرد على وطء الأخت ، ولا يبيح كالشراء . وقال الشافعي : يصح النكاح ، وتحل له المنكوحة ، وتحرم أختها ; لأن النكاح أقوى من الوطء بملك اليمين [ ص: 98 ] فإذا اجتمعا وجب تقديم الأقوى . ووجه الأول ما ذكرنا ، ولأن وطء مملوكته معنى يحرم أختها لعلة الجمع ، فمنع صحة نكاحها كالزوجية ، ويفارق الشراء ، فإنه لا يقصد به الوطء ، ولهذا صح شراء الأختين ، ومن لا يحل له .

                                                                                                                                            وقولهم : النكاح أقوى من الوطء بملك اليمين . ممنوع . وإن سلم ، فالوطء أسبق ، فيقدم ويمنع صحة ما يطرأ عليه مما ينافيه ، كالعدة تمنع ابتداء نكاح الأخت ، وكذلك وطء الأمة يحرم نكاح ابنتها وأمها ، ولأن هذا بمنزلة نكاح الأخت في عدة أختها ، لكونه لم يستبرئ الموطوءة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية