الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5726 ) فصل : فإن قسم لإحداهما ، ثم طلق الأخرى قبل قسمها ، أثم ; لأنه فوت حقها الواجب لها ، فإن عادت إليه ، برجعة أو نكاح ; قضى لها ; لأنه قدر على إيفاء حقها ، فلزمه ، كالمعسر إذا أيسر بالدين . فإن قسم لإحداهما ، ثم جاء ليقسم للثانية ، فأغلقت الباب دونه ، أو منعته من الاستمتاع بها ، أو قالت : لا تدخل علي ، أو لا تبت عندي . أو ادعت الطلاق ، سقط حقها من القسم .

                                                                                                                                            فإن عادت بعد ذلك إلى المطاوعة ، استأنف القسم بينهما ، ولم يقض الناشز ; لأنها أسقطت حق نفسها . وإن كان له أربع نسوة ، فأقام عند ثلاث منهن ثلاثين ليلة ، لزمه أن يقيم عند الرابعة عشرا ; لتساويهن ، فإن نشزت إحداهن عليه ، وظلم واحدة فلم يقسم لها ، وأقام عند الاثنتين ثلاثين ليلة ، ثم أطاعته الناشز ، وأراد القضاء للمظلومة ، فإنه يقسم لها ثلاثا ، وللناشز ليلة خمسة أدوار ، فيكمل للمظلومة خمس عشرة ليلة ، ويحصل للناشز خمس ، ثم يستأنف القسم بين الجميع ، فإن كان له ثلاث نسوة ، فقسم بين اثنتين ثلاثين ليلة ، وظلم الثالثة ، ثم تزوج جديدة ، ثم أراد أن يقضي للمظلومة ، فإنه يخص الجديدة بسبع إن كانت بكرا ، وثلاث إن كانت ثيبا لحق العقد ، ثم يقسم ، بينها وبين المظلومة خمسة أدوار ، على ما قدمنا للمظلومة من كل دور ثلاثا ، وواحدة للجديدة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية