الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 268 ] فصل : ولو شرع مجتهد في الصلاة باجتهاده ، فعمي فيها ، بنى على ما مضى من صلاته ، لأنه إنما يمكنه البناء على اجتهاد غيره ، فاجتهاده أولى ، فإن استدار عن تلك الجهة ، بطلت صلاته . وإن أخبره مخبر بخطئه عن يقين ، رجع إليه . وإن أخبره عن اجتهاد ، لم يرجع إليه ; لما ذكرنا .

                                                                                                                                            وإن شرع فيها وهو أعمى ، فأبصر في أثنائها ، فشاهد ما يستدل به على صواب نفسه ، مثل أن يرى الشمس في قبلته في صلاة الظهر ، ونحو ذلك ، مضى عليه ; لأن الاجتهادين قد اتفقا . وإن بان له خطؤه ، استدار إلى الجهة التي أداه إليها ، وبنى على ما مضى من صلاته . وإن لم يبن له صوابه ولا خطؤه ، بطلت صلاته ، واجتهد ; لأن فرضه الاجتهاد ، فلم يجز له أداء فرضه بالتقليد ، كما لو كان بصيرا في ابتدائها . وإن كان مقلدا ، مضى في صلاته ; لأنه ليس في وسعه إلا الدليل الذي بدأ به فيها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية