الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 630 ) فصل : وإن بان له يقين الخطأ وهو في الصلاة ، استدار إلى جهة الكعبة ، وبنى على ما مضى من الصلاة ; لأن ما مضى منها كان صحيحا ، فجاز البناء عليه ، كما لو لم يبن له الخطأ . وإن كانوا جماعة ، قد أداهم اجتهادهم إلى جهة ، فقدموا أحدهم ، ثم بان لهم الخطأ في حال واحدة ، استداروا إلى الجهة التي بان لهم الصواب فيها ، كبني سلمة ، لما بان لهم تحول الكعبة . وإن بان للإمام وحده ، أو للمأمومين دونه ، أو لبعضهم ، استدار من بان له الصواب وحده ، وينوي بعضهم مفارقة بعض ، إلا على الوجه الذي قلنا أن لبعضهم أن يقتدي بمن خالفه في الاجتهاد .

                                                                                                                                            وإن كان فيهم مقلد ، تبع من قلده وانحرف بانحرافه . وإن قلد الجميع ، لم ينحرف إلا بانحراف الجميع ; لأنه شرع بدليل يقيني ، فلا ينحرف بالشك إلا من يلزمه تقليد أوثقهم ، فإنه ينحرف بانحرافه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية