الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 770 ) فصل : ويشرع أن يسلم تسليمتين عن يمينه ويساره . روي ذلك عن أبي بكر الصديق ، وعلي ، وعمار ، وابن مسعود رضي الله عنهم ، وبه قال نافع بن عبد الحارث ، وعلقمة ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وعطاء ، والشعبي ، والثوري ، والشافعي ، وإسحاق ، وابن المنذر ، وأصحاب الرأي وقال ابن عمر ، وأنس ، وسلمة بن الأكوع وعائشة ، والحسن ، وابن سيرين ، وعمر بن عبد العزيز ، ومالك ، والأوزاعي : يسلم تسليمة واحدة .

                                                                                                                                            وقال عمار بن أبي عمار : كان مسجد الأنصار يسلمون فيه تسليمتين ، وكان مسجد المهاجرين يسلمون فيه تسليمة . ولما روت عائشة ، قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه . } وعن سلمة بن الأكوع قال : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فسلم تسليمة واحدة } ، رواهما ابن ماجه . ولأن التسليمة الأولى قد خرج بها من الصلاة ، فلم يشرع ما بعدها كالثانية .

                                                                                                                                            ولنا ، ما روى ابن مسعود قال : { رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسلم حتى يرى بياض خده ، عن يمينه ويساره . } وعن جابر بن سمرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ، ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله } . رواهما مسلم . وفي لفظ لحديث ابن مسعود : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه : السلام عليكم ورحمة الله ، وعن يساره : السلام عليكم ورحمة الله } . قال الترمذي : حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح . وحديث عائشة يرويه زهير بن محمد . وقال البخاري : يروي مناكير ، وقال أبو حاتم الرازي : هذا [ ص: 324 ] حديث منكر . وسأل الأثرم ، أحمد عن هذا الحديث ؟ فقال : كان يقول هشام : كان يسلم تسليمة يسمعنا . قيل له : إنهم مختلفون فيه عن هشام ، وبعضهم يقول : تسليما . وبعضهم يقول : تسليمة . قال : هذا أجود . فقد بين أحمد أن معنى الحديث يرجع إلى أنه يسمعهم التسليمة الواحدة ، ومن روى : تسليما . فلا حجة لهم فيه ، فإنه يقع على الواحدة والثنتين . على أن أحاديثنا تتضمن زيادة على أحاديثهم والزيادة من الثقة مقبولة .

                                                                                                                                            ويجوز أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل الأمرين ; ليبين الجائز والمسنون ، ولأن الصلاة عبادة ذات إحرام وإحلال ، فجاز أن يكون لها تحللان كالحج .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية