الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7470 ) أن السلب لكل قاتل يستحق السهم أو الرضخ ، كالعبد والمرأة والصبي والمشرك . وروي عن ابن عمر ، أن العبد إذا بارز بإذن مولاه فقتل ، لم يستحق السلب ، ويرضخ له منه ; وللشافعي في من لا سهم له قولان ; أحدهما ، لا يستحق السلب ; لأن السهم آكد منه ، للإجماع عليه ، فإذا لم يستحقه ، فالسلب أولى .

                                                                                                                                            ولنا ، عموم الخبر ، وأنه قاتل من أهل الغنيمة ، ، فاستحق السلب ، كذا السهم ، ولأن الأمير لو جعل جعلا لمن صنع شيئا فيه نفع للمسلمين ، لاستحقه فاعله من هؤلاء ، فالذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم أولى . وفارق السهم ; لأنه علق على المظنة ، ولهذا يستحق بالحضور ، ويستوي فيه الفاعل وغيره ، والسلب مستحق بحقيقة الفعل ، وقد وجد منه ذلك ، فاستحقه ، كالمجعول له جعلا على فعل إذا فعله . فإن كان القاتل ممن لا يستحق سهما ولا رضخا ، كالمرجف والمخذل والمعين على المسلمين ، لم يستحق السلب وإن قتل ; وهذا مذهب الشافعي ; لأنه ليس من أهل الجهاد .

                                                                                                                                            وإن بارز العبد بغير إذن مولاه ، لم يستحق ، السلب ، لأنه عاص . وكذلك كل عاص ، مثل من دخل بغير إذن الأمير . وعن أحمد في من دخل بغير إذن الأمير ، أنه يؤخذ منه الخمس ، وباقيه له ، جعله كالغنيمة ، ويخرج في العبد المبارز بغير إذن سيده مثله . ويحتمل أن يكون سلب قتيل العبد له على كل حال ، لأن ما كان له فهو لسيده ، ففي حرمانه السلب حرمان سيده ، ولا معصية منه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية