الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7543 ) فصل : وإن غنم المسلمون من المشركين شيئا عليه علامة المسلمين ، فلم يعلم صاحبه ، فهو غنيمة . قال أحمد ، في مراكب تجيء من مصر ، يقطع عليها الروم فيأخذونها ، ثم يأخذها المسلمون منهم : إن عرف صاحبها فلا يؤكل منها . وهذا يدل على أنه إذا لم يعرف صاحبها جاز الأكل منها .

                                                                                                                                            ونحو هذا قول الثوري ، والأوزاعي ، قالا في المصحف يحصل في الغنائم : يباع . وقال الشافعي : يوقف حتى يجيء صاحبه . وإن وجد شيء [ ص: 220 ] موسوم عليه : حبس في سبيل الله ، رد كما كان . نص عليه أحمد . وبه قال الأوزاعي ، والشافعي . وقال الثوري : يقسم ما لم يأت صاحبه . ولنا ، أن هذا قد عرف مصرفه وهو الحبس ، فهو بمنزلة ما لو عرف صاحبه .

                                                                                                                                            قيل لأحمد : فالجواميس تدرك وقد ساقها العدو للمسلمين ، وقد ردت ، يؤكل منها ؟ قال : إذا عرف لمن هي ، فلا يؤكل منها .

                                                                                                                                            قيل لأحمد : فما حاز العدو للمسلمين ، فأصابه المسلمون ، أعليهم أن يقفوه حتى يتبين صاحبه ؟ قال : إذا عرف فقيل : هو لفلان . وكان صاحبه بالقرب . قيل له : أصيب غلام في بلاد الروم ، فقال : أنا لفلان ; رجل ؟ قال : إذا عرف الرجل ، لم يقسم ماله ، ورد على صاحبه . قيل له : أصبنا مركبا في بلاد الروم ، فيها النواتية ، قالوا : هذا لفلان ، وهذا لفلان . قال : هذا قد عرف صاحبه ، لا يقسم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية