الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 850 ) فصل : إذا كثرت الفوائت عليه يتشاغل بالقضاء ، ما لم يلحقه مشقة في بدنه أو ماله ، أما في بدنه [ ص: 356 ] فأن يضعف أو يخاف المرض ، وأما في المال فأن ينقطع عن التصرف في ماله ، بحيث ينقطع عن معاشه ، أو يستضر بذلك . وقد نص أحمد على معنى هذا . فإن لم يعلم قدر ما عليه فإنه يعيد حتى يتيقن براءة ذمته . قال أحمد في رواية صالح ، في الرجل يضيع الصلاة : يعيد حتى لا يشك أنه قد جاء بما قد ضيع . ويقتصر على قضاء الفرائض ، ولا يصلي بينها نوافل ، ولا سننها ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم فاتته أربع صلوات يوم الخندق ، فأمر بلالا فأقام فصلى الظهر ، ثم أمره فأقام فصلى العصر ، ثم أمره فأقام فصلى المغرب ، ثم أمره فأقام فصلى العشاء . ولم يذكر أنه صلى بينهما سنة ، ولأن المفروضة أهم ، فالاشتغال بها أولى ، إلا أن تكون الصلوات يسيرة ، فلا بأس بقضاء سننها الرواتب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فاتته صلاة الفجر ، فقضى سنتها قبلها .

                                                                                                                                            فصل : وإن نسي صلاة من يوم ، لا يعلم عينها ، أعاد صلاة يوم وليلة . نص عليه أحمد . وهو قول أكثر أهل العلم ; وذلك لأن التعيين شرط في صحة الصلاة المكتوبة ، ولا يتوصل إلى ذلك هاهنا إلا بإعادة الصلوات الخمس فلزمه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية