الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8100 ) فصل : فإن قال : أنت طالق ، إن كلمت زيدا وعمرا . أو : عبدي حر ، إن كلمت زيدا وعمرا . لم يقع الطلاق ولا العتق إلا بتكليمهما ; لأنه جعل تكليمهما معا شرطا لوقوع ذلك ، ولا يثبت المشروط إلا بوجود الشرط جميعه . وكذلك لو قال لامرأتيه : إن حضتما ، فأنتما طالقتان . لم يقع الطلاق على واحدة منهما إلا بحيضهما جميعا ، وتفارق اليمين بالله - تعالى ، فإن مقتضاها المنع من فعل المحلوف عليه ، فتحصل المخالفة بفعل البعض . وقد جمع بعض أصحابنا بينهما في الحنث بفعل البعض ; لكون المقصود من الحلف كله على ترك شيء ، المنع من فعله ، فيستويان . أما إذا قال : إذا حضتما ، فأنتما طالقتان . فليس ذلك بيمين ; لأنه لا يقصد بهذا منع من شيء ، ولا حث عليه ، إنما هو شرط مجرد ، وليس فيه معنى اليمين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية