الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8193 ) فصل : وإن نذر أن يهدي إلى غير مكة ، كالمدينة ، أو الثغور ، أو يذبح بها ، لزمه الذبح ، وإيصال ما أهداه إلى ذلك المكان ، وتفرقة الهدي ولحم الذبيحة على أهله إلا أن يكون بذلك المكان ما لا يجوز النذر له ، ككنيسة ، أو صنم ، أو نحوه ، مما يعظمه الكفار أو غيرهم ، مما لا يجوز تعظيمه ، كشجرة ، أو قبر ، أو حجر ، أو عين ماء ، ونحو ذلك ; لما روى أبو داود ، قال : { نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل كان بها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ قالوا : لا . قال : هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ . قالوا : لا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوف بنذرك } .

                                                                                                                                            ولأنه ضمن نذره نفع فقراء ذلك البلد ، بإيصال اللحم إليهم ، وهذه قربة . فتلزمه ، كما لو نذر التصدق عليهم . فإن كان بها شيء مما ذكرنا ، لم يجز النذر ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { هل كان بها وثن ، أو عيد من أعياد الجاهلية ؟ } .

                                                                                                                                            وهذا يدل على أنه لو كان بها ذلك ، لمنعه من الوفاء بنذره ولأن في هذا تعظيما لغير ما عظم الله ، يشبه تعظيم الكفار للأصنام ، فحرم ، كتعظيم الأصنام ، ولذلك لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتخذات على القبور المساجد والسرج ، وقال : { لعن الله اليهود ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } . يحذر مثلما صنعوا . وعلى هذا نذر الشمع والزيت ، وأشباهه ، للأماكن التي فيها القبور ، لا يصح .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية