الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8371 ) فصل : ومن سأل من غير أن تحل له المسألة ، فأكثر ، ردت شهادته ; لأنه فعل محرما ، وأكل سحتا ، وأتى دناءة . وقد روى قبيصة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة ; رجل أصابته جائحة ، فاجتاحت ماله ، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ، أو سدادا من عيش ، ورجل أصابته فاقة ، حتى يشهد ثلاثة من ذوي الحجا من قومه : لقد أصابت فلانا فاقة . فحلت له المسألة ، حتى يصيب قواما من عيش ، أو سدادا من عيش ، ورجل تحمل حمالة ، فحلت له المسألة حتى يصيبها ، ثم يمسك ، فما سوى ذلك من المسألة فهو سحت ، يأكله صاحبه سحتا يوم القيامة } . رواه مسلم .

                                                                                                                                            فأما السائل ممن تباح له المسألة ، فلا ترد شهادته بذلك ، إلا أن يكون أكثر عمره سائلا ، أو يكثر ذلك منه ، فينبغي أن ترد شهادته ; لأن ذلك دناءة وسقوط مروءة .

                                                                                                                                            ومن أخذ من الصدقة ممن يجوز له الأخذ من غير مسألة ، لم ترد شهادته ; لأنه فعل جائز ، لا دناءة فيه . وإن أخذ منها ما لا يجوز له وتكرر ذلك منه ، ردت شهادته ; لأنه مصر على الحرام .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية