الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1207 ) فصل : وقدر السترة في طولها ذراع أو نحوه . قال الأثرم : سئل أبو عبد الله عن آخرة الرحل كم مقدارها ؟ قال : ذراع . كذا قال عطاء : ذراع . وبهذا قال الثوري ، وأصحاب الرأي . وروي عن أحمد ، أنها قدر عظم الذراع . وهذا قول مالك ، والشافعي .

                                                                                                                                            والظاهر أن هذا على سبيل التقريب لا التحديد ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدرها بآخرة الرحل ، وآخرة الرحل تختلف في الطول والقصر ، فتارة تكون ذراعا ، وتارة تكون أقل منه ، فما قارب الذراع أجزأ الاستتار به ، والله أعلم . فأما قدرها في الغلظ والدقة فلا حد له نعلمه ، فإنه يجوز أن تكون دقيقة كالسهم والحربة ، وغليظة كالحائط ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستتر بالعنزة .

                                                                                                                                            وقال أبو سعيد : كنا نستتر بالسهم والحجر في الصلاة . وروي عن سبرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : استتروا في الصلاة ولو بسهم } . رواه الأثرم . وقال الأوزاعي : يجزئه السهم والسوط . قال أحمد : وما كان أعرض فهو أعجب إلي ; وذلك لأن قوله " ولو بسهم " يدل على أن غيره أولى منه

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية