الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وصلاة الليل والنهار : مثنى مثنى ) أي يسلم فيها من كل ركعتين لحديث ابن عمر مرفوعا { صلاة الليل والنهار مثنى مثنى } رواه الخمسة واحتج به أحمد وليس بمناقض للحديث الذي خص فيه الليل بذلك وهو { قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى } متفق عليه ; لأنه وقع جوابا عن سؤال سائل عينه في سؤاله ومثله لا يكون مفهومه حجة باتفاق ولأنه سيق لبيان حكم الوتر ، والنصوص بمطلق الأربع لا تنفي فضل الفصل بالسلام ( وإن تطوع في النهار بأربع ، كالظهر فلا بأس ) أي لا كراهة لحديث أبي أيوب { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر أربعا ، لا يفصل ، بينهن بتسليم } رواه أبو داود وابن ماجه .

                                                                                                                      ( وإن سردهن ) أي الأربع ( ولم يجلس إلا في آخرهن جاز ، وقد ترك الأفضل ) ; لأنه أكثر عملا ( ويقرأ في كل ركعة ) من الأربع ( الفاتحة وسورة ) كسائر التطوعات ( وإن زاد على الأربع نهارا ) كره ، وصح ( أو ) زاد على ( اثنتين ليلا ، ولو جاوز ثمانيا ، علم العدد أو نسيه بسلام واحد كره وصح ) أما الكراهة فلمخالفته ما تقدم وأما الصحة فلأن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى الوتر خمسا وسبعا وتسعا بسلام واحد وهو تطوع فألحقنا به سائر التطوعات .

                                                                                                                      وعن أم هانئ قالت { صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الضحى ثماني ركعات لم يفصل بينهن } وهذا لا ينافي روايتها الأخرى عنه أنه سلم من كل ركعتين ; لأنه من الجائز أنها رأته يصليها مرتين ، أو أكثر قلت ينبغي تقييد الكراهة بما عدا الوتر كما يعلم مما تقدم .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية