الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فصل و ليلة القدر شريفة معظمة ترجى إجابة الدعاء فيها ) قال تعالى { : وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر } قال المفسرون : أي قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا { من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } زاد أحمد وما تأخر " .

                                                                                                                      ( وسميت ليلة القدر ; لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ) لقوله تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم } وما روي عن عكرمة أنها ليلة النصف من شعبان : ضعيف وعن ابن عباس " يقضي الله الأقضية ليلة النصف من شعبان ويسلمها إلى أربابها ليلة القدر ، وقيل : سميت به لعظم قدرها عند الله وقيل : لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها وقيل : لأن للطاعات فيها قدرا عظيما .

                                                                                                                      ( وهي باقية لم ترفع ) للأخبار في طلبها وقيامها خلافا لبعضهم في رفعها ، ( وهي مختصة بالعشر الأواخر من رمضان فتطلب فيه ) لقوله صلى الله عليه وسلم { تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان } متفق عليه من حديث عائشة .

                                                                                                                      وفي المغني والكافي : تطلب في جميع رمضان وقال ابن مسعود [ ص: 345 ] هي في كل السنة ( وليالي الوتر آكد ) لقوله صلى الله عليه وسلم { اطلبوها في العشر الأواخر في ثلاث بقين أو تسع بقين ، } وروى سالم عن أبيه مرفوعا { أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر في الوتر فالتمسوها في الوتر منها } متفق عليه ، واختار المجد كل العشر سواء وللعلماء فيها أقوال كثيرة ( كثيرة وأرجاها ليلة سبع وعشرين نصا ) وهو قول طرفة بن كعب ، وكان يحلف على ذلك ولا يستثني وابن عباس وزر بن حبيش قال طرفة بن كعب : " والله لقد علم ابن مسعود أنها في رمضان وأنها في ليلة سبع وعشرين ، ولكن كره أن يخبركم فتتكلوا " رواه الترمذي وصححه .

                                                                                                                      وعن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : ليلة القدر ليلة سبع وعشرين } رواه أبو داود ويرجحه قول ابن عباس : سورة القدر ثلاثون كلمة ، السابعة والعشرون فيها هي " والحكمة في إخفائها ليجتهدوا في طلبها ويجدوا في العبادة طمعا في إدراكها كما أخفى ساعة الإجابة يوم الجمعة واسمه الأعظم في أسمائه ورضاه في الحسنات إلى غير ذلك .

                                                                                                                      ( وهي أفضل الليالي ) ذكره الخطابي إجماعا ( حتى ليلة الجمعة ) وذكر ابن عقيل رواية : أن ليلة الجمعة أفضل ; لأنها تتكرر ، ولأنها تابعة لما هو أفضل واختاره جماعة وقال أبو الحسن التميمي : ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن أفضل من ليلة الجمعة فأما أمثالها من ليالي القدر فليلة الجمعة أفضل .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية