الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وليس الصمت من شريعة الإسلام قال ابن عقيل : يكره الصمت إلى الليل ) و ( قال الموفق والمجد : ظاهر الأخبار تحريمه وجزم به في الكافي ) قال في الاختيارات والتحقيق في الصمت أنه إن طال حتى تضمن ترك الكلام الواجب صار حراما ، كما قال الصديق : وكذا أن تعتد بالصمت عن الكلام المستحب والكلام المحرم يجب الصمت عنه وفضول الكلام ينبغي الصمت عنها ، ( وإن نذره ) أي : الصمت ( لم يف به ) [ ص: 363 ] لحديث علي قال : حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لا صمات يوم إلى الليل } رواه أبو داود .

                                                                                                                      وعن ابن عباس قال : { بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا : أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم وأن يصوم فقال صلى الله عليه وسلم : مروه فليستظل وليتكلم وليقعد وليتم صومه } رواه البخاري وابن ماجه وأبو داود .

                                                                                                                      " ودخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها : زينب فرآها لا تتكلم فقال : ما لها لا تتكلم ؟ فقالوا : حجت مصمتة فقال لها : تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية فتكلمت رواه البخاري ، ويجمع بين قول الصديق هذا وقوله : { من صمت نجا } بأن قوله الثاني محمول على الصمت عما لا يعنيه كما قال تعالى { : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس } .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية