الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( و ) يسن ( أن يدخل المسجد ) الحرام ( من باب بني شيبة ) وبإزائه الآن الباب المعروف بباب السلام لحديث جابر { أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ارتفاع الضحى وأناخ راحلته عند باب بني شيبة ثم دخل } رواه مسلم وغيره ويقول عند دخوله المسجد ما تقدم في باب المشي إلى الصلاة .

                                                                                                                      وقال في أسباب الهداية : يسن أن يقول عند دخوله : بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك ( فإذا رأى البيت رفع يديه ) رواه الشافعي عن ابن جريج مرفوعا وقول جابر " ما كنت أظن أحدا يفعل هذا إلا اليهود الحديث رواه النسائي رد بأنه قول جابر عن ظنه .

                                                                                                                      وخالفه ابن عمرو وابن عباس وكثير للحديث رواه البيهقي في السنن وحكاه في الفروع بقيل ولم يذكره في المنتهى وغيره وقيل : ويهلل .

                                                                                                                      ( وقال " اللهم أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا بالسلام " ) كان ابن عمر يقول ذلك رواه الشافعي والسلام الأول : اسم الله والثاني من أكرمته بالسلام والثالث : سلمنا بتحيتك إيانا من جميع الآفات ذكر ذلك الأزهري ( اللهم زد هذا البيت تعظيما ) أي : تبجيلا ( وتشريفا ) أي : رفعة وإعلاء ( وتكريما ومهابة ) أي : توقيرا .

                                                                                                                      ( وبرا ) بكسر الباء [ ص: 477 ] اسم جامع للخير ( وزد من عظمه وشرفه ممن حجه واعتمره تعظيما وتشريفا وتكريما ومهابة وبرا ) رواه الشافعي بإسناده عن جريج مرفوعا ( الحمد لله رب العالمين كثيرا ، كما هو أهله وكما ينبغي لكريم وجهه وعز جلاله والحمد لله الذي بلغني بيته ورآني لذلك أهلا والحمد لله على كل حال اللهم إنك دعوت إلى حج بيتك ) الحرام سمي بذلك ; لأن حرمته انتشرت وأريد بتحريم البيت سائر الحرم قاله العلماء .

                                                                                                                      ( وقد جئتك لذلك اللهم تقبل مني واعف عني وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت ) ذكر ذلك الأثرم وإبراهيم الحربي قال في الفروع : وكان النبي صلى الله عليه وسلم { إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال } ( يرفع بذلك ) الدعاء ( صوته إن كان رجلا ) ; لأنه ذكر مشروع فاستحب رفع الصوت به كالتلبية ( وما زاد من الدعاء فحسن ) ; لأن تلك البقاع مظنة الإجابة .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية