الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فإن خرج قبله ) أي : قبل الوداع ( فعليه الرجوع إليه ) أي : إلى الوداع ( لفعله إن كان قريبا ) دون مسافة القصر ولم ( يخف على نفسه أو ماله أو فوات رفقته أو غير ذلك ) من الأعذار ( ولا شيء عليه إذا رجع ) قريبا سواء كان ممن له عذر يسقط عنه الرجوع أو لا ; لأن الدم لم [ ص: 513 ] يستقر عليه لكونه في حكم الحاضر ( فإن لم يمكنه ) الرجوع لعذر مما تقدم أو لغيره ( أو أمكنه ) الرجوع للوداع .

                                                                                                                      ( ولم يرجع أو بعد مسافة قصر ) عن مكة ( فعليه دم رجع ) إلى مكة وطاف للوداع ( أو لا ) ; لأنه قد استقر عليه ببلوغه مسافة القصر فلم يسقط برجوعه كمن تجاوز الميقات بغير إحرام ثم أحرم ثم رجع إلى الميقات ( وسواء تركه ) أي : طواف الوداع ( عمدا أو خطأ أو نسيانا ) لعذر أو غيره ; لأنه من واجبات الحج فاستوى عمده وخطؤه والمعذور وغيره كسائر واجبات الحج ( ومتى رجع مع القرب لم يلزمه إحرام ) ; لأنه في حكم الحاضر ( ويلزمه مع البعد الإحرام بعمرة يأتي بها ) فيطوف ويسعى ويحلق أو يقصر ( ثم يطوف للوداع ) إذا فرغ من أموره .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية