الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فإن اختلف الجنس جاز بيع بعضه ببعض كيلا أو وزنا وجزافا متفاضلا ) لقوله صلى الله عليه وسلم ق { فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم يدا بيد } ( كذهب بفضة و ) ك ( تمر بزبيب و ) ك ( حنطة بشعير و ) ك ( أشنان بملح و ) ك ( جص بنورة ونحوه ) كحديد بنحاس ، وخز بكتان .

                                                                                                                      ( والجنس : ما له اسم خاص يشمل أنواعا ) أي الجنس هو الشامل لأشياء مختلفة بأنواعها ( والنوع : هو الشامل لأشياء مختلفة بأشخاصها ) وقد يكون النوع جنسا بالنسبة إلى ما تحته والجنس نوعا بالنسبة إلى ما فوقه والمراد هنا : الجنس الأخص والنوع الأخص فكل نوعين اجتمعا في اسم خاص فهو جنس ثم مثله فقال ( كذهب ) وأنواعه المغربي والدكروري .

                                                                                                                      ( وفضة ) وأنواعها : الريال والبنادقة ونحوها ( وبز ) وأنواعه : البحيري والصعيدي ( وشعير ) كذلك ( وتمر ) وأنواعه : البرني والمقلي والصيحاني وغيرها ( وملح ) وأنواعه المنزلاوي والدمياطي .

                                                                                                                      ( فكل شيئين فأكثر أصلهما واحد فهما جنس واحد وإن اختلفت مقاصدهما ، كدهن ورد و ) دهن ( بنفسج ) ، ودهن ( زنبق ، و ) دهن ( ياسمين ) ونحوها كدهن بان ( إذا كانت كلها من دهن واحد ) كالشيرج فهي جنس واحد لاتحاد أصلها وإنما طيبت بهذه الرياحين فنسبت إليها فلم تصر أجناسا ( وقد يكون الجنس الواحد مشتملا على جنسين ، كالتمر يشتمل على النوى وغيره وهما ) أي النوى وما عليه ( جنسان ) بعد النزع ; لأن كلا منهما اسم خاص يشمل أنواعا .

                                                                                                                      ( و ) ك ( اللبن يشتمل على المخيض و على الزبد ، وهما ) أي المخيض والزبد ( جنسان ) لما تقدم ( فما داما ) أي التمر والنوى أو المخيض والزبد ( متصلين اتصال خلقة فهما جنس واحد ) لاتحاد الاسم [ ص: 255 ] ( وإذا ميز أحدهما عن الآخر صارا جنسين ) ولو خلطا يجوز التفاضل بينهما كما تقدم .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية