الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويباح أن يستمتع منها ) أي : الحائض ( بغير الوطء في الفرج ) كالقبلة واللمس والوطء دون الفرج ، زاد في الاختيارات والاستمناء بيدها ، لقوله تعالى { فاعتزلوا النساء في المحيض } . قال ابن عباس فاعتزلوا نكاح فروجهن رواه عبد بن حميد وابن جرير ولأن المحيض اسم لمكان الحيض في ظاهر كلام أحمد قاله ابن عقيل كالمقيل والمبيت ، فيختص بالتحريم بمكان الحيض ، وهو الفرج ولهذا لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم { اصنعوا كل شيء إلا النكاح } رواه مسلم .

                                                                                                                      وفي لفظها إلا الجماع رواه أحمد وغيره ولأنه وطء منع للأذى فاختص بمحله ، كالدبر وحديث عبد الله بن سعد { أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يحل من امرأتي وهي حائض ؟ قال لك ما فوق الإزار } رواه أبو داود أجيب عنه بأنه من رواية حرام بن حكيم عن عمه وقد ضعفه ابن حزم وغيره سلمنا صحته ، فإنه يدل بالمفهوم ، والمنطوق راجح عليه .

                                                                                                                      وحديث البخاري { عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرني أن أأتزر ، فيباشرني وأنا حائض } لا دلالة فيه على المنع ; لأنه كان يترك بعض المباح تقذرا كتركه أكل الضب .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية