الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      [ ص: 38 ] ( والماء النجس لا يجوز استعماله بحال ) لقوله تعالى { ويحرم عليهم الخبائث } والنجس خبيث ( إلا لضرورة لقمة غص بها ، وليس عنده طهور ولا طاهر ) لقوله تعالى { فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه } ( أو ) لضرورة من ( عطش معصوم من آدمي أو بهيمة سواء كانت تؤكل ) كالإبل والبقر ( أو لا ) كالحمر والبغال .

                                                                                                                      ( ولكن لا تحلب ) ذات اللبن إذا سقيت النجس ( قريبا ) قلت بل بعد أن تسقى طاهرا يستهلك النجس ، كما في الزرع إذا سمد بنجس ( أو لطفء حريق متلف ) لدفع ضرورة ( ويجوز بل التراب به ) أي بالماء النجس ( وجعله ) أي التراب ( طينا يطين به ما لا يصلى عليه ) ; لأنه لا يتعدى تنجيسه .

                                                                                                                      ولا يجوز أن يطين به نحو مسجد ( ومتى تغير الماء ) الطهور قليلا كان أو كثيرا ( بطاهر ثم زال تغيره ) بنفسه أو ضم شيء إليه ( عادت طهوريته ) ; لأن السلب للتغير وقد زال ، فعاد إلى أصله وإن زال تغير بعضه عادت طهوريته ما زال تغيره ( فإن تغير به بعضه فما لم يتغير ) منه ( طهور ) على أصله لعدم ما يزيله عنه .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية