الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1999 - مسألة : فإن أغفلت المعتدة الإحداد المذكور حتى تنقضي العدة ، فإن كان من جهل فلا حرج ، وإن كان عمدا فهي عاصية لله عز وجل ولا تعيد ذلك ; لأن وقت الإحداد قد مضى ، ولا يجوز عمل شيء في غير موضعه وفي غير وقته .

                                                                                                                                                                                          قال أبو محمد إن كانت عدة المتوفى عنها وضع حملها فلا بد لها من الإحداد أربعة أشهر وعشر فأقل - ولا نوجبه عليها بعد ذلك ; لأن النصوص كلها إنما جاءت بأربعة أشهر وعشر فقط .

                                                                                                                                                                                          وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر سبيعة الأسلمية بأن تنكح من شاءت إذ وضعت حملها إثر موت زوجها بليال وقد تشوفت للخطاب فلم ينكر ذلك عليها .

                                                                                                                                                                                          فصح أنه لا إحداد عليها بعد انقضاء حملها قبل الأربعة الأشهر والعشر ولم نجد نصا بإيجابه عليها - إن تمادى الحمل أكثر من أربعة أشهر وعشر ، فإن وجد فالقول به واجب ، وإلا فلا - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          ثم استدركنا إذ تدبرنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق خبر أم عطية أنها تجتنب [ ص: 73 ] ما ذكر اجتنابه دون ذكر أربعة أشهر وعشر ، فكان العموم أولى أن تضع حملها .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية