الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          417 - مسألة : وفرض على كل مأموم أن لا يرفع ولا يركع ولا يسجد ولا يكبر ولا يقوم ولا يسلم قبل إمامه ، ولا مع إمامه ; فإن فعل عامدا بطلت صلاته ; لكن بعد تمام كل [ ص: 381 ] ذلك من إمامه ; فإن فعل ذلك ساهيا فليرجع ولا بد حتى يكون ذلك كله منه بعد كل ذلك من إمامه وعليه سجود السهو . حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو كامل الجحدري ثنا أبو عوانة عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي ثنا أبو موسى قال { إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنة الخير ، وعلمنا صلاتنا ، فقال : إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ، ثم ليؤمكم أحدكم ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا قال : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقولوا آمين يجبكم الله فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا ، فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم ، فتلك بتلك وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا ، فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم ، فتلك بتلك } وذكر باقي الحديث . حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري حدثني أبو إسحاق هو السبيعي - ثنا عبد الله بن يزيد الأنصاري ثنا البراء بن عازب قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال : سمع الله لمن حمده ، لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا ، ثم نقع سجودا بعده } . وقد رويناه أيضا من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب . وبه إلى البخاري : ثنا الحجاج بن المنهال ثنا شعبة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أما يخشى أحدكم ، أو لا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار ; أو يجعل الله صورته صورة حمار } . [ ص: 382 ] حدثنا حمام ثنا ابن أصبغ ثنا محمد بن عبد الملك بن أيمن ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا الحميدي ثنا سفيان هو ابن عيينة - ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري أنه سمع محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تبادروني بالركوع ولا السجود فإني قد بدنت فمهما أسبقكم به إذا ركعت فإنكم تدركوني به إذا رفعت ، ومهما أسبقكم به إذا سجدت فإنكم تدركوني به إذا رفعت } وبه قال السلف . روينا عن أبي هريرة أنه قال : إن الذي يرفع رأسه قبل الإمام ويخفض قبله فإن ناصيته بيد شيطان . وعن عبد الله بن مسعود : ما يؤمن الرجل إذا رفع رأسه قبل الإمام أن تعود رأسه رأس كلب . قال علي : لا وعيد أشد من المسخ في صورة كلب أو حمار ، ولا عقوبة أعظم من إسلام ناصية المرء إلى يد الشيطان . وعن ابن مسعود : لا تبادروا أئمتكم بالسجود ، فإن سبقكم من ذلك شيء فليضع أحدكم رأسه كقدر ما سبق . وعن عمر بن الخطاب مثل هذا حرفا حرفا . قال علي : والمعصية المحرمة المبعدة من الله تعالى لا تنوب عن الطاعة المفترضة [ ص: 383 ] المقربة منه عز وجل

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية