الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وأما سؤر ما لا يؤكل لحمه من السباع كالأسد ، والفهد ، والنمر عندنا نجس . ، وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه طاهر لحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما { أن [ ص: 49 ] النبي صلى الله عليه وسلم سئل فقيل أنتوضأ بما أفضلت الحمر فقال نعم ، وبما أفضلت السباع كلها } ، وفي حديث جابر رضي الله عنه { أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الحياض التي بين مكة ، والمدينة ، وما ينوبها من السباع فقال لها ما ولغت في بطونها ، وما بقي فهو لنا شراب ، وطهور } ، ولأن عينها طاهرة بدليل جواز الانتفاع بها في حالة الاختيار ، وجواز بيعها فيكون سؤرها طاهرا كسؤر الهرة .

( ولنا ) ما روي أن ابن عمر وعمرو بن العاص رضي الله عنهما ، وردا حوضا فقال عمرو بن العاص يا صاحب الحوض أترد السباع ماءكم هذا فقال ابن عمر رضي الله تعالى عنه يا صاحب الحوض لا تخبرنا . فلولا أنه كان إذا أخبر بورود السباع يتعذر عليهم استعماله لما نهاه عن ذلك ، والمعنى فيه أن عين هذه الحيوانات مستخبث غير طيب فسؤرها كذلك كالكلب ، والخنزير ، وهذا ; لأن سؤرها يتحلب من عينها كلبنها ، ثم لبنها حرام غير مأكول فكذلك سؤرها ، وهو القياس في الهرة أيضا لكن تركنا ذلك بالنص ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم في الهرة { ليست بنجسة إنها من الطوافين عليكم ، والطوافات } أشار إلى العلة ، وهي كثرة البلوى لقربها من الناس ، وهذا لا يوجد في السباع فإنها تكون في المفاوز لا تقرب من الناس اختيارا ، وتأويل الحديثين أنه كان ذلك في الابتداء قبل تحريم لحم السباع ، أو السؤال وقع عن الحياض الكبار ، وبه نقول إن مثلها لا ينجس بورود السباع .

التالي السابق


الخدمات العلمية