الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( ويستحب للرجل حين يبتدئ الوضوء أن يقول بسم الله ، وإن لم يقل أجزأه ) ، وعلى قول أصحاب الظواهر التسمية من الأركان لا يجوز الوضوء إلا بها لقوله عليه الصلاة والسلام { لا وضوء لمن لم يسم } ، وعندنا التسمية من سنن الوضوء لا من أركانه فإن الله تعالى بين أركان الوضوء بقوله { فاغسلوا وجوهكم } الآية ، ولم يذكر التسمية { ، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعرابي الوضوء ، ولم يذكر التسمية } فتبين بهذا أن المراد من قوله عليه الصلاة والسلام { لا وضوء لمن لم يسم } نفي الكمال لا نفي الجواز كما قال في حديث آخر { من توضأ ، وسمى كان طهورا لجميع بدنه ، ومن توضأ ، ولم يسم كان طهورا لأعضاء وضوئه } ، وفي الحديث المعروف { كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أقطع } أي ناقص غير كامل ، وهذا بخلاف التسمية على الذبيحة فإنا أمرنا بها إظهارا لمخالفة المشركين ; لأنهم كانوا يسمون آلهتهم عند الذبح فكان الترك مفسدا ، وهنا أمرنا بالتسمية تكميلا للثواب لا مخالفة للمشركين فإنهم كانوا لا يتوضئون فلم يكن الترك مفسدا لهذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية