الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
. ( قال ) ، وينبغي أن يقف مستقبل القبلة إن شاء راكبا ، وإن شاء على قدميه ، وقد ذكر جابر رضي الله عنه في حديثه { أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على راحلته ، وجعل نحرها إلى بطن المحراب فوقف عليها مستقبل القبلة يدعو } ، وفي الحديث { خير المواقف ما استقبلت به القبلة } ، وإن اختار بوقوفه موضعا آخر بالبعد من الإمام جاز لحديث عطاء رحمه الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { عرفة كلها موقف ، وفجاج مكة كلها منحر } . وفي حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { عرفة كلها موقف ، وارتفعوا عن بطن عرنة ، والمزدلفة كلها موقف ، وارتفعوا عن ، وادي محسر ، وفي وقوفه يدعو هكذا } رواه علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أفضل دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفات لا إله إلا الله وحده لا شريك له . . . إلى آخره ، اللهم اجعل لي في قلبي نورا ، وفي سمعي نورا وفي بصري نورا ، اللهم اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري } . حديث فيه طول ، وقد بينا أنه يختار من الدعاء ما يشاء واجتهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء في هذا الموقف لأمته فاستجيب له إلا في الدماء والمظالم .

( قال ) ويلبي في هذا الموقف عندنا . وقال مالك رحمه الله تعالى الحاج يقطع التلبية كما يقف بعرفة ; لأن إجابته باللسان إلى أن يحضر ، وقد تم حضوره فإن معظم أركان الحج الوقوف [ ص: 18 ] بعرفة قال صلى الله عليه وسلم { الحج عرفة } . ولكنا نستدل بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه { أنه لبى عشية عرفة فقال له رجل : يا شيخ ليس هذا موضع التلبية فقال ابن مسعود رضي الله عنه أجهل الناس أم طال بهم العهد لبيك عدد التراب لبيك حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يلبي حتى رمى جمرة العقبة } ، ولأن التلبية في هذه العبادة كالتكبير في الصلوات ، وكما يأتي بالتكبير إلى آخر الصلاة فكذلك يأتي بالتلبية هنا إلى وقت الخروج من الإحرام ، وذلك عند الرمي يكون

التالي السابق


الخدمات العلمية