الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) : ولا يركب البدنة بعد ما أوجبها ; لأنه جعلها لله - جلت قدرته - خالصا فلا ينبغي له أن يصرف شيئا من عينها أو منافعها إلى نفسه قبل أن يبلغ محله إلا أن يحتاج إلى ركوبها فحينئذ لا بأس بذلك لما روي { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة ، فقال : اركبها ، فقال : إنها بدنة يا رسول الله ، فقال : اركبها ويلك } ، وإنما أمره بذلك ; لأنه رآه عاجزا عن المشي محتاجا إلى ركوبها ، فإذا ركبها وانتقص بركوبه شيء ضمن ما نقص ذلك ; لأنه صرف جزءا منها [ ص: 145 ] إلى حاجته ، وكذلك لا يحلب لبنها ; لأن اللبن متولد منها فلا يصرفه إلى حاجة نفسه ، ولكن ينبغي أن ينضح ضرعها بالماء البارد حتى يتقلص لبنها ، ولكن هذا إذا كان قريبا من وقت الذبح ، فأما إذا كان بعيدا ينزل اللبن ثانيا وثالثا فيصير ذلك بالبدنة ضارا فيحلبها ويتصدق بلبنها ، وإن صرفه إلى حاجة نفسه تصدق بمثل ذلك أو بقيمته وأي الشركاء فيها نحرها يوم النحر أجزأهم ; لأن كل واحد يستعين بشركائه في نحرها في وقته دلالة فيجعل ذلك بمنزلة الأمر به إفصاحا

التالي السابق


الخدمات العلمية