الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال ( ، ويخلل لحيته ، وأصابعه في الوضوء ) فإن لم يخلل لحيته أجزأه ، وأما تخليل الأصابع سنة لقوله صلى الله عليه وسلم { خللوا أصابعكم حتى لا يتخللها نار جهنم } ، وأما اللحية فقد روى المعلى عن أبي يوسف عن أبي حنيفة - رحمهم الله تعالى - أن مواضع الوضوء ما ظهر منها ، وخلال الشعر ليس من مواضع الوضوء ، وهذا إشارة إلى أنه يلزمه إمرار الماء على ظاهر لحيته ، ووجهه أن البشرة التي استترت بالشعر كان يجب إمرار الماء عليها قبل نبات الشعر فإذا استترت بالشعر يتحول الحكم إلى ما هو الظاهر ، وهو الشعر ، وعن أبي حنيفة وزفر - رحمهما الله تعالى - قالا : إن مسح من لحيته ثلثا ، أو ربعا أجزأه ، ووجهه أن الاستيعاب في الممسوح ليس بشرط كما في المسح بالرأس ، وعن أبي يوسف رحمه الله تعالى قال إن ترك مسح اللحية أجزأه ; لأنه لا يجتمع في عضو واحد غسل ، ومسح ، وغسل الوجه فرض فلا يجب المسح فيه ، واللحية من جملة الوجه فأما تخليل اللحية فقد ذكر محمد رحمه الله تعالى في شرح الآثار أنه بالخيار إن شاء فعل ، وإن شاء لم يفعل فلم يعده من سنن الوضوء كما أشار إليه أبو حنيفة رحمه الله تعالى ; لأنه باطن لا يبدو للناظر ، وقال أبو يوسف رحمه الله تعالى التخليل سنة لحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يخلل إذا توضأ ، وقال أنس رضي الله تعالى عنه { رأيت أصابع رسول صلى الله عليه وسلم في لحيته كأنها أسنان المشط ، وقال نزل علي جبريل صلوات الله عليه [ ص: 81 ] فأمرني أن أخلل لحيتي إذا توضأت } .

التالي السابق


الخدمات العلمية