الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( وإن قهقه في صلاة استقبل الصلاة والوضوء عندنا ناسيا كان أو عامدا ) ; لأن القهقهة أفحش من الكلام عند المناجاة ، ولهذا جعلت ناقضة للوضوء ثم سوى بين النسيان والعمد وفي القهقهة أولى والبناء لأجل البلوى وذلك لا يتحقق في القهقهة ، وإن قهقه بعد ما قعد قدر التشهد قبل أن يسلم لم تفسد صلاته كما لو تكلم في هذه الحالة ; لأنه لم يبق عليه شيء من أركان الصلاة ، ولكن [ ص: 172 ] يلزمه الوضوء لصلاة أخرى عندنا ولا يلزمه عند زفر رحمه الله تعالى قال : القهقهة عرفناها حدثا بالنص بخلاف القياس والنص ورد بإعادة الصلاة والوضوء بالقهقهة ، فكل قهقهة توجب إعادة الصلاة توجب الوضوء وما لا يوجب مراعاة الصلاة لا يوجب الوضوء ; لأنه ليس في معنى المنصوص من كل وجه .

( ولنا ) أن الضحك صادف حرمة الصلاة لبقائها ما لم يسلم حتى لو نوى المسافر الإقامة في هذه الحالة لزمه الإتمام ، وبالنص صار الضحك حدثا لمصادفته حرمة الصلاة ، فإن الجناية تفحش بالقهقهة في حالة المناجاة ، وذلك باق ببقاء التحريمة فألزمناه الوضوء لهذا ، فأما إعادة الصلاة فلبقاء البناء عليه وعجزه عنه بالقهقهة لفساد ذلك الجزء ، ولم يبق عليه البناء هنا فلم تلزمه الإعادة لهذا

التالي السابق


الخدمات العلمية