الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( وإذا قعد في الثانية أو الرابعة افترش رجله اليسرى فيجعلها بين أليتيه ويقعد عليها وينصب اليمنى نصبا ويوجه أصابع رجله اليمنى نحو القبلة ) وقال مالك في القعدتين جميعا المسنون أن يقعد متوركا وذلك بأن يخرج رجليه من جانب ويفضي بأليتيه إلى الأرض لحديث أبي حميد الساعدي رضي الله تعالى عنه : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في صلاته قعد متوركا } ، والشافعي يقول في القعدة الأولى مثل قولنا ; لأنها لا تطول ، وهو يحتاج إلى القيام والقعود بهذه الصفة أقرب إلى الاستعداد للقيام ، وفي القعدة الثانية يقول قول مالك رحمه الله ; لأنها تطول ولا يحتاج إلى القيام بعدها فينبغي أن يكون مستقرا على الأرض .

ولنا حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أنها وصفت قعود رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة فذكرت أنه : { كان إذا قعد افترش رجله اليسرى [ ص: 25 ] ويقعد عليها وينصب اليمنى نصبا } وما روي بخلافه فهو محمول على حالة العذر للكبر ولأن القعود على الوجه الذي بينا أشق على البدن : { وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فقال أحمزها } ، أي أشقها على البدن ويقول الشافعي رضي الله عنه ما كان متكررا من أفعال الصلاة فالثاني لا يخالف الأول في الصفة كسائر الأفعال ، فأما المرأة فينبغي لها أن تقعد متوركة لما روي : { أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأتين تصليان فلما فرغتا دعاهما وقال : اسمعان ، إذا قعدتما فضما بعض اللحم إلى الأرض } ، ولأن هذا أقرب إلى الستر في حقهن .

التالي السابق


الخدمات العلمية